"كانَتْ صَرْخَةً"
****
أنا وأنتَ
وَ وِحْدتي
نقتسمُ الغِيَابَ
لاشيءَ يسكنُني إلَّا هواكَ
أغرقُ في تفاصيلِ السُّكونِ
وبقايا من صُورٍ
أصوغُ العمرَ حكايةَ عِشْقٍ
نسيجُهُ خيوطُ ذاكرةٍ
تضجُّ بكَ
ورمادُ سجائرِكَ
يُشْعِلُني وَجْدَاً
أستافُ منهُ طيبَ أنفاسِكَ
يحملُهُ خيطُ دُخَانِكَ
مُتغلغلاً في كَياني
يعيدُ إليَّ
الصَّرخةَ الأولى
من مخاضِ أشواقي
أذوي وخَافِقي
رهنَ لفافَتِكَ الأنيقة
أنا وأنتَ
وامتلائي بكَ
وحضورٌ طَغى
يُذكي الفراغَ
والوقتُ يشحذُني
يقلِّمُ الذكرى فتونعُ
وتورقُ حروفاً تفوحُ بكَ
يمطرُني قلمي ودواتي
ماتيَّسرَ منكَ
فأقبضُ بأناملي
على ظلٍّ
هربَ منكَ إليَّ
يجمعُ شَتاتي
ويَشِمُ نبضكَ
على جدرانِ أوردتي
أستحضِرُكَ قُرْبي
لترتسمَ على
تَفاصيلي
تُدثِّرُني من صَقيعٍ
صلبَ رُوحي
تُخْفِيني ستائِرُكَ
وتعيدُ إليَّ مااستباحَتْهُ
طيوفُ المارقينَ
في مُخيِّلتي
أنا وأنتَ
وَصَبَابتي
ننسجُ الوصلَ رداءً
يَحْتَوينا
نَحْتسي العمرَ نبيذاً
يبثُّ النَّبضَ فينا
يصرخُ الوجعُ مُزلزلاً
الدَّمعَ في مَآقينا:
كَفانا وِحْدةً
تليقُ بِنا الحياة.
****
سماح الآغا